جماعة أفق .. تجريب وحداثة
الف باء / ثقافة - عادل كامل


في سياق المعارض المشتركة ، يأتي معرض جماعة (أفق) - قاعة الرواق- لبلورة ملامح التجارب الشابة والبحث عن صياغة لرؤية حديثة بعيداً عن التكرار .. والأشكال والتقنيات التقليدية. والشيء المهم في هذا المعرض يكمن في المغامرة التشكيلية .. والبحث عن هوية فنية يتكامل فيها الصدق مع الخطاب الجمالي .. وعلى كل المفاهيم التي ألتقت عليها الجماعة، كما ورد في دليل المعرض، تؤشر روحية البحث وأكتشاف العناصر المثيرة في العملية الأبداعية.

مثلاً، جاء في دليل المعرض الأول: نحن لا ننتمي إلى جيل فني محدد أو لإتجاه ما قدر ما ننتمي لأنفسنا حسب .. ذلك أننا نؤمن بأن الفنان الحق هو الذي يسعى بهدي من نوره الداخلي متجاوزاً كل الجاهز من الأفكار ، وهذا ما نراه في مجسمات محمد حسين المتحررة من التكرار والتقليد .. والباحثة بجرأة عن لغة معاصرة للنحت .. كما أن لوحات محمد بن مهذول بقسوتها في الأشكال أو الألوان، تفصح عن شخصية جادة بأكتشاف العالم الداخلي .. والأمر لا يختلف عند عامر فتوحي الذي يميل إلى نزعة تعبيرية بدائية .. أو عند برهان صالح بتجربة الحفر والبحث عن أشكال شعرية متحركة .. أو عند هيمت محمد علي بأستعمال مختلف الألوان (المونوتايب) وتحقيق الأحساس المتناقض والمنسجم داخل اللوحة .. أي أنهم يلتقون إلى حد ما في أن العمل الفني لا يمكن أن يكون ناجحاً دون أن يمتلك خاصية الأستفزاز البصري (جمالياً وذهنياً) ..

كذلك نقرأ في دليل هذا المعرض: -( أن تعدد طرائق معالجاتنا الفنية لا يعني أننا مع اللاأسلوب، لكننا ضد التأسلب الساكن الذي يؤدي آخر الأمر إلى القطيعة ما بين المنجز والمخيلة ويوقع الفنان في فخ النمطية ..). أن هذ البحث نظرياً وعملياً في التجربة الأولى لجماعة شابة وجادة يشكل إضافة لظاهرة التجارب الجديدة، ببلورة ملامح تشترك غالباً مع نزعة الحداثة والتجريب، ولا تتقاطع مع الإنتماء لروح الموروث .. على الرغم من وجود قطيعة (مفترضة) وظاهرة إلى حد ما في فن الشباب، إلا أن المستقبل بفعل جدية وعمق الكثير من هذه التجارب، سيؤكد مغزى التجريب في هذه الأعمال ، ونزوعها الحقيقي لبناء تجارب صادقة. ■

ألف باء (اسبوعية جامعة / بغداد) - العدد 996 السنة العشرون ، الأربعاء 28 / تشرين الأول/ 1987م