االغرفة
عامر فتوحي في معرضه الشخصي الثالث
الأفق / عمّان - شاكر حسن آل سعيد


لمعرض عامر فتوحي في صالة بلدنا أهميته التي تنسجم ومنظور الصالة وهو إقتصارها على الصور المصغرة (المنمنمات) ولكن بغير المعنى المتعلق بالرسوم الإسلامية ... رسوم الواسطي وبهزاد وهيّ التي كانت تنجز في سياق المخطوطات المصورة.

أن موقف عامر فتوحي في رسومه على الورق المرسومة بالأحبار أو ألوان الباستيل لهو موقف جدير بالتأمل، إذ يعامل فيه الفنان (تجاوزه) للمعطيات الشخصية في الرسوم الحديثة بما يحاول هو أن يغدقه من أهتمامات (تقنية) تستهدف الكشف عن (رمزية) الأشكال الهندسية والخطوط والألوان في اللوحة.

صحيح أن اللوحة الصغيرة المساحة تسمح للفنان في تأكيد أستحواذه على العمل الفني و لا تشتت جهوده إلا أن (رؤيته) الفنية بحد ذاتها، والتي تنهل من (العلاقة) بين الفكر العراقي القديم والحداثة في التعبير الفني ، على وعي بأهمية التعبير بالصورة المصغرة ، وبما سيؤثر في إستجابة المشاهد لمعطياته.

ولنقل أن عامر فتوحي كان على علم مسبق بأنجاز معرضه برموزه الجديدة وخاماته، بما سيسمح له المعرض في أتحاف الجمهور بمعاملته للأشكال الهندسية والخطوط الشبيهة بالكتابات الصورية والمقطعية في العراق القديم، بما يعمق من (الوعي) بالعمل الفني الحديث دونما تنكر لجذوره الثقافية القديمة ودونما تخل عن طموحاته المستقبلية المستحدثة.

وهكذا نستطيع أن نصف فنه بكونه فناّ (ما بعد تجريدي) - ما بعد الحداثة - ولاسيما وأن المراحل التي مر بها مسبقاً تؤكد مدى تضلعه بهضم التطورات الفنية الراهنة للفن العالمي.

مجلة الأفق الأردنية - العدد السابع والعشرون - الأربعاء 4 تشرين الثاني/ ديسمبر 1992م

* عامر فتوحي : تحية إمتنان وتقدير إلى روح الفنان الرائد ومؤسس جماعة البعد الواحد الفنان والناقد التشكيلي الأستاذ شاكر حسن آل سعيد 1926-2004م.